الحمد لله الذي لم ينزل داء إلا وجعل له شفاء، والصلاة والسلام على رسول الله، الذي لم يدع خيرا إلا ودلنا عليه، وبعد: فإني أبدأ في هذا الموضوع بذكر الأحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في الحجامة، ثم سأشرح هذه الأحاديث وأبين ماينبغي توضيحه لمن أراد أن يحتجم، أو يحجم، كما أن الموضوع سيكون على حلقات غير متصلة، وأسأل الله أن يعينني على إكماله..
الأحاديث الصحيحة عنه: 3467 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة ) * ( صحيح ) _ الروض 1080 ، الصحيحة 760 : وأخرجه البخاري .
3468 حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا زياد بن الربيع حدثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما مررت ليلة أسري بي بملإ من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد بالحجامة ) * ( صحيح ) _ الصحيحة 2263 ، المشكاة 4544 .
3470 حدثنا جبارة بن المغلس حدثنا كثير بن سليم سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا يا محمد مر أمتك بالحجامة ) * ( صحيح ) _ الصحيحة 2263 ، المشكاة 4544 .
3471 حدثنا محمد بن رمح المصري أنبأنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها وقال حسبت أنه كان أخاها من الرضاعة أو غلاما لم يحتلم * ( صحيح ) _ الارواء 1798 : وأخرجه مسلم .
3477 حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عثمان بن مطر عن زكريا بن ميسرة عن النهاس ابن قهم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله * ( صحيح ) _ الروض 1080 ، الصحيحة 2747 .
3478 حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عثمان بن مطر عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع عن ابن عمر قال يا نافع قد تبيغ بي الدم فالتمس لي حجاما واجعله رفيقا إن استطعت ولا تجعله شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحجامة على الريق أمثل وفيه شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحريا واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء . ( حسن ) _ الصحيحة 766
3479 حدثنا محمد بن المصفى الحمصي حدثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عصمة عن سعيد بن ميمون عن نافع قال قال ابن عمر يا نافع تبيغ بي الدم فأتني بحجام واجعله شابا ولا تجعله شيخا ولا صبيا قال وقال ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحجامة على الريق أمثل وهي تزيد في العقل وتزيد في الحفظ وتزيد الحافظ حفظا فمن كان محتجما فيوم الخميس على اسم الله واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي أصيب فيه أيوب بالبلاء وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء * ( حسن ) _ الصحيحة 766
وجاء في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم : ( وقال إن أمثل ما تداويتم به الحجامة ...)
أقول: وهذه الأحاديث تبين أن الحجامة من أهم الأمور العلاجية للجسد لكثير من الأمراض، وبما أنها على هذا القدر من الأهمية، أرى أن الأمر ينبغي أن تهتم به وزارة الصحة وغيرها من الإدارات الطبية ومراكز البحوث العلاجية.
أما أن يترك هذا الطب النبوي ويدخل فيه من هم ليسوا من أهله، أو من لا يملكون آليات تطويره، أو من يشككون في أمره، كما زعم بعض من ينتسب للطب، أو أنهم يرون أنه لا حاجة له، فالطب تطور في نظرهم، ولا حاجة للحجامة الآن، فهذا نقص في الفهم وفي العلم أيضا. وقبل أن أبدأ بذكر بعض الشروح لهذه الأحاديث، والفوائد التي ستظهر لنا عن الحجامة، قد يقول قائل من أهل التأصيل الفقهي أن هناك من قالوا أن الحجامة من الأمور التي قد تحتاج إلى اخضاعها للتجربة بما أنها ليست نصا قرآنيا، ويستشهد مثلا بحادثة تأبير النخل. ففي صحيح مسلم عن رافع بن خديج ، أنه قال: " قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فإذا هم يأبرون النخل- يقول: يلقحون النخل- فقال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنعه. قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا. فتركوه، فنفضت، فذكروا ذلك له، فقال: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر ". ويقول لا بد أن نخضعه للتجربه فقد يكون خطأً، ومن هؤلاء المتأخرين الدكتور محمد سليمان الأشقر في بحث قرأته عنه، فأقول أنه أخبر صلى الله عليه وسلم في أكثر من عشرة أحاديث صحيحه عن الحجامة، وبنصوص مختلفة، وأحوال وأوقات مختلفة أيضا، ثم إن هناك حديث(( ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة، إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد ! بالحجامة )) وصحح هذا الحديث العلامة الألباني رحمه الله، فما هو ردك الآن، أتقول أيضا أن الملائكة مخطئين! وحاشاهم وحاشا نبينا أن ينقل لنا ما هو خطأ، ويكرره في أكثر من موضع ومقام.
الشيخ أبو الحسن علي الهاجري مشرف موقع الطب النبوي والأعشاب |