الجارسينيا Garcinia
الجارسينيا هي مجموعة كبيرة لأشجار دائمة الخضرة، وموطنها آسيا والقسم الجنوبي من أفريقيا، ومجموعات الجزر الاستوائية المختلفة.
ويوجد منها أكثر من 400 نوع، ولعل أشهرها هي أشجار (التمر هندي) المعروفة والماثلة في الأذهان، ويوجد 24 صنفاً مختلفاً من تلك الأشجار في شبه القارة الهندية وحدها.
- الوصف: وثمار الجارسينيا تشبه في الشكل ثمار اليقطين أو القرع العسلي البرتقالي اللون من حيث التضليع، ولكنها أصغر كثيراً في الحجم، فهي مثل (ثمار الليمون البلدي في الحجم) وتستعمل القشرة الخارجية مع لحم الثمرة للحصول على المنفعة الطبية من تلك الثمار.
- المنافع الطبية للجارسينيا: في كتب الطب الهندي الإيروفيديا، ذكر أن الجارسينيا تستعمل لعلاج العديد من الأمراض. فكانت الصبغة المعدة من الجارسينيا تستخدم في علاج الأمراض الروماتزمية، ومشاكل الجهاز الهضمي، وكانت الفاكهة والأوراق تستخدم لعلاج القروح المختلفة، ولحالات الإسهال، والدوسنتاريا، والبواسير.
- العناصر الفاعلة في قشرة ثمار الجارسينيا: لعل وجود الحمض العضوي والذي يعطى الطعم المميز لهذا النوع من الثمار والذي يعرف ( هيدروكسي سيترك أسيد hydroxycitric acid) ويرمز له بالرمز (HCA)، وهو الشكل المشابه لحمض السيتريك العام الموجود في كثير من الحمضيات.
- فما هي أهمية هذا الحمض الموجود في ثمار الجارسينيا؟ هذا الحمض الذي يرمز له (HCA) هو فعال جدا في خفض نسبة الدهون المتراكمة في الجسم، كما أنه يعمل على الحد من تحول المواد السكرية إلى دهون مختزنة في الجسم، وذلك بتأثيره المباشر وتثبيط عمل أحد تلك الإنزيمات المسئولة عن هذا التحول الأيضي للسكر في الدم.
وهذا يؤدي إلى زيادة نسبة الجليكوجين فى الكبد، والذي يرسل بدوره إشارات محددة للمخ، تترجم إلى إحباط الشهية لتناول مزيد من الأطعمة.
كما أن تناول هذا الحمض (HCA) يؤدي إلى زيادة هجرة الدهون من أماكن اختزانها في الجسم، ومن ثم العمل على حرقها، وهذا ما يعرف بخاصية الاحتراق الذاتي للدهون في الجسم.
ولهذا فإن أهم استعمال لحمض (HCA) هو لإنقاص الوزن، والحد من تناول الطعام بشراهة كبيرة.
ومن التقارير البحثية التي نشرت عن هذا الحمض، هو أن تناول (واحد) جرام من تلك الثمار التي تحتوى على حمض (HCA) قبل تناول الطعام يؤدي إلى خفض وزن الجسم بمعدل (واحد) رطل في اليوم.
- دواعي الآمان أو السمية لتناول الجارسينيا: على الرغم من تناول الجارسينيا ضمن مكونات الطعام لمدد طويلة من الزمن، فلم توجد أو يلاحظ أي أعراض للسمية من جراء ذلك. والمدهش في ذلك أن التقارير الواردة عن سمية حمض (HCA) هي أقل 200 مرة عن مثيله حمض السيتريك المتوافر في الحمضيات المختلفة، مثل الليمون والبرتقال.
وفاعلية هذا الحمض قد تكون مؤثرة عند استعماله لمدة 12 أسبوع بجرعات قدرها 1.5 جرام يوميا موزعة على اليوم كله وقبل تناول الطعام، ومع تناول أطعمة منخفضة في السعرات الحرارية، أما بعد تلك المدة، فيصبح الأثر المطلوب أقل مما يرجى منه، خصوصا إذا كانت تلك الحمية تحتوى على كثير من الألياف والتي يمكن أن تعوق امتصاص حمض الهيدروكسي سيتريك، والذي يمكن أن نتتبع تركيزه في الدم لمعرفة مدى تأثيره الدوائي في خفض وزن الجسم.
الجرعة هي 500 مليجرام 3 مرات في اليوم قبل تناول الطعام، مع تناول أطعمة قليلة الدهن، لأن تلك المادة (HCA) لا تستطيع عمل شيء للإقلال من مصادر الطاقة الناجمة عن تناول الدهون.
ويبقى واضحا أن أهم عمل لتلك المادة (HCA) هو منع تحول السكريات البسيطة في الجسم إلى دهون مختزنة، كما أنها لا تقدم شيء أو تأخره إذا ما وجدت أن أنواع الطعام التي يقبل عليها الفرد من الأطعمة الغير صحية والتي تعيق عمل أجهزة الجسم.
ويبقى أن نتذكر أن الأطعمة التي تحتوي على كم كبير من الألياف، تتعارض مع تناول تلك المادة بغرض إنقاص وزن الجسم.
ومادة (HCA) يمكن أن توجد في شكل أقراص أو كبسولات أو بودرة أو حتى في شكل علكة أو لبان للمضغ. |